“المسرح وأشكال الفرجات الشعبية في الجزائر من خلال كتابات الرحالة العرب والأوروبيين” محور ندوة ثقافية فكرية بمسرح الجلفة
ينظم مسرح “أحمد بن بوزيد” بالجلفة، بالتعاون مع المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة والهيئة العربية للمسرح، ندوة حول موضوع “المسرح وأشكال الفرجات الشعبية في الجزائر من خلال كتابات الرحالة العرب والأوروبيين”.
شدّد عبد الناصر خلاف مدير المسرح الجهوي “أحمد بن بوزيد” بالجلفة ومنظم الندوة، في كلمته الافتتاحية للفعالية الثقافية الفكرية، على ضرورة الاهتمام بالتراث والثقافة الشعبية الجزائرية خاصة خلال الفترة الحالية، وقال أن قاعة المسرح التي تحمل اسم “صميدة”، ما هي إلا طريقة لإحضار هذا الشاعر في ذاكرة المسرح الجزائري وإخراجه من النسيان، من جهته، أكد والي الجلفة على مساهمة المسرح في إثراء النقاش الثقافي والفكري داخل المجتمع الجزائري، حيث تحدّث عن مقاومة الجزائريين من خلال الفنون في محاولات الاستعمار الفرنسي لمحو الهوية الجزائرية خلال 132 عاما من الاحتلال، فيما تطرّق الأستاذ الجامعي ونائب رئيس جامعة الجزائر 2 والناقد عبد الحميد علاوي منسق الندوة، إلى أهداف النقاشات حول الثقافة والفنون الشعبية، وقال: “إن التراث يعبّر عن هويتنا وانتمائنا، وهو فخرنا، والتراث جزء من الإنسان ويعيش من خلاله”، كما تحدّث علاوي عن محاولات “العولمة” العديدة لقمع هويات وثقافات وخصوصيات الأمم لفرض نموذج ثقافي واحد، مشدّدا على أهمية وضرورة تثمين تراثنا وثقافاتنا الشعبية اليوم أكثر من أي وقت مضى.
تميّز حفل الافتتاح الذي أقيم الاثنين 22 ماي الجاري، بحضور والي الجلفة ومدير الثقافة والفنون عمار علي بن ساعد، رئيس دائرة الجلفة، نواب، مسؤولين محليين، أكاديميين، باحثين، فنانين وصحفيين، بعرض فيلم وثائقي مدته 12 دقيقة خُصّص للراوي والشاعر الراحل “صميدة أحمد” من الجلفة المعروف بـ “شاعر الكمان”، من إخراج مختار كربوعة، اعتمد فيه على شهادات شخصيات عرفوا الشاعر في حياته، وعرف أيضا، تدشين القاعة الكبرى للعروض باسم “صميدة” الذي أطرب وألقى قصائد في الأماكن العامة، كما كان عضوا في الرابطة الوطنية للفنون الغنائية، وقد نظم له معرض تقديرا لمساهمته الكبيرة في الثقافة الشعبية المحلية والوطنية، كما خصّص معرض آخر للصور والنصوص (البعد السابع) لعمار سيمود، من جهته، سلّط المصوّر يوسف شنتوف الضوء على عادات وتقاليد مدينة الجلفة بمعرض فني بعنوان “بصمة ولد نايل” في قاعة المسرح، وتميّز حفل الافتتاح بتكريم عائلة “صميدة” من قبل والي الجلفة ومدير المسرح الجهوي ومدير الثقافة والفنون بالجلفة، وتخصيص جلسة بيع لكتاب “باشتارزي في أمريكا، الرحلة المتأخرة” من تأليف أحميدة العياشي وتمهيد بقلم سعيد خطيبي، الكتاب صادر عن مسرح الجلفة لصالح الندوة، ومن المقرر عرض العمل بحضور المؤلف يوم الخميس 25 ماي الجاري، وفي ختام حفل الافتتاح، تم تقديم عمل مسرحي بعنوان “القصة الحقيقة لحورية” من إنتاج مسرح الجلفة، تأليف الكاتب المسرحي الفرنسي دانيال بوكمان، ترجمة جميلة مصطفى الزقاي، تصميم نجم شراد وإخراج أحمد خودي، وتم تكريم فريق المسرحية من قبل والي الجلفة.
تجدر الإشارة إلى أن الفعالية الثقافية الفكرية برعاية وزارة الثقافة والفنون وبدعم من والي ولاية الجلفة، وتتواصل إلى 26 ماي 2023.
وردة زرقين