تعد سلطنة عُمان وطنا للثقافة والفن والحضارة والجمال، نتيجة الازدهار الذي تعيشه في ظل تطور البنية التحتية الأساسية، ودعمها للفنون الثقافية، إيمانا منها بدور الثقافة والفنون في بناء جسور التواصل الإنساني
إن رؤية عُمان للفنون الثقافية كوسيلة لتعزيز الحوار الحضاري وتكريس قيم الانفتاح، يعكس مكانتها كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات، وما اختيارها لاحتضان فعاليات الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي، في الفترة الممتدة من 9 إلى 15 جانفي الجاري، ما هو إلا إضافة نوعية لواقع المسرح العربي والثقافة، والإشادات بمهرجان المسرح العربي المنظم في مسقط، تثبت أن سلطنة عُمان وطن للثقافة والفن، ويتجلى ذلك من خلال حسن الاستقبال والتنظيم، ويعود ذلك إلى اللجنة القائمة والمشرفة على تنظيم مهرجان المسرح العربي، حيث أسهمت بشكل كبير في إنجاح التظاهرة الثقافية العربية، سيّما وهذا المهرجان يُعد واحدا من أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، ويهدف إلى تعزيز فنون المسرح في المنطقة العربية، ويشكّل منصة حيوية للإبداع المسرحي، بما يساهم في بناء هوية ثقافية عربية قوية، كما يعزّز من دور المسرح في نشر القيم الإنسانية والاجتماعية، كوسيلة للتعبير عن القضايا المجتمعية والبحث في هموم الإنسان العربي، إذ تم في كل دورة من المهرجان، تسليط الضوء على قضايا المسرح المعاصر، وكيفية مساهمته في تفعيل الحوار بين الشعوب العربية والمساهمة في تطوير الفكر الثقافي والفني، بالإضافة إلى ذلك، حقق المسرح العُماني تطورا ملحوظا، ويشهد نموا وتصاعدا، كذلك، توفر عدد من الفضاءات، ناهيك عن التعامل الاحترافي للعنصر البشري من حيث التقديم والتنظيم.
الجدير بالذكر أن المهرجان شهد هذا العام، عرض 15 مسرحية متنوعة، تم عرضها على ثلاثة مسارح هي: مسرح قصر البستان، مسرح العرفان بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، ومسرح كلية الدراسات المصرفية، وإضافة إلى العروض المسرحية، نظّم المهرجان 28 مؤتمرا صحفيا لمناقشة أبرز القضايا المسرحية والإبداعية، بالإضافة إلى أربع حلقات تدريبية تهدف إلى تطوير مهارات المسرحيين الشباب، كما تم تنظيم مؤتمر فكري ناقش موضوعات هامة مثل “إصدارات المسرح في سلطنة عمان” و”المسرح والذكاء الاصطناعي”، وهو مؤتمر يهتم بدراسة العلاقة بين التكنولوجيا وفن المسرح في العصر الحديث.
وردة زرقين
