العنقاء للثقافة

مجلتك الثقافية

أبحاث ودراسات

مع تخصيص منح بحثية تختص بأدب الأطفال واليافعين: الدعوة إلى تأسيس مرصد وطني لأدب الطفل


فتح معرض الكتاب بالجلفة، مؤخرا، ملف الكتابة للطفل، في ندوة نظمت برئاسة الأستاذ سعيد بن زرقة، من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، ومشاركة الأستاذين العيد جلولي وعبد الحميد هيمة من جامعة ورقلة، والكاتب للأطفال الدكتور بلقاسم مجاهدي من ولاية الجلفة.
ناقشت الندوة العديد من الإشكالات المتعلقة بمصطلح أدب الطفل والمضامين، وكذا المعايير الخاصة بالكتابة لهذه الشريحة، داعية إلى المزيد من الاهتمام بهذا الأدب الموجه للأطفال عموما، واليافعين على وجه الخصوص، لتغطية الفراغ المسجل في هذه الساحة، وجدد المتدخلون النداء للوزارة الوصية، من أجل تأسيس مرصد وطني لأدب الطفل واليافعين، يضطلع بمهمة التنظيم والرقابة والاستشراف، ووضع الاستراتيجيات، ورسم الخطط في مجال الكتابة للطفل.

ومن أهم النقاط التي ركز عليها المتدخلون في هذا الجنس من الأدب، تحسين جودة المحتوى الموجه للأطفال واليافعين وجعله أكثر جاذبية وتأثيرا، وتوجيه الكتاب والمبدعين إلى اختيار المواضيع والأساليب المناسبة للجمهور المستهدف، دعم كتابة ونشر البحوث في أدب الطفل، وتخصيص منح بحثية تختص بأدب الأطفال واليافعين، غايتها تسهيل عمل الباحث، وتمكينه من أدواته، لإنتاج أبحاث تتصف بالجودة والمنفعة، والقدرة على قراءة النتاج الأدبي الموجه للطفل، ومن ثمة تقييمه، والعمل على تطويره، مستجيبة بذلك لأهداف الهيئة التي تهتم بتطوير أدب الأطفال واليافعين، وتحسين جودة المحتوى المقدم للأجيال الصاعدة، وهو ما من شأنه أن يساهم في تكوين شخصيتهم وتطوير مهاراتهم في المستقبل.
وحسب بيان نشره الدكتور عبد الحميد هيمة على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المتدخلين يدعون وزارة الثقافة والفنون إلى إعادة إحياء مشروع المسابقة الوطنية لأدب الطفل، وتشجيع الأعمال الإبداعية، والدراسات والأبحاث الأكاديمية المتعلقة بهذا الموضوع، والاهتمام بالمجلات الموجهة للأطفال والفتيان، من خلال تأسيس مجلات خاصة بالطفل، أو على الأقل، تخصيص صفحات أسبوعية في الجرائد خاصة بالأطفال. كما يجب الاهتمام بتأسيس المكتبات العمومية الجوارية في مختلف البلديات والأحياء، وفي المدارس والمؤسسات التعليمية، لتشجيع القراءة لدى الأطفال.

وأهم ما جاء في البيان “لقد آن الأوان لكي نفكر في خلق ثقافة خاصة بالأطفال، نابعة من أصالتنا وواقعنا الاجتماعي والثقافي، من أجل تقوية الصلات والروابط بين الطفل وأمته، خاصة في ظل العولمة التي تسعى إلى القضاء على الخصوصيات الثقافية، لذلك يجب تشجيع الكتاب على الكتابة للطفل، لكي نعيد للكتاب مكانته في العملية التربوية، لأننا نلحظ أن علاقة أبنائنا بالكتاب أصبح يشوبها الكثير من الاضطراب، بل والعزوف عنه وأحيانا معاداة الكتاب، وما نلاحظه اليوم من ظواهر مشينة، كتمزيق الكتب وحرق الكراريس في نهاية كل موسم دراسي، ينذر بالخطر الداهم الذي يهدد الأجيال القادمة”.

وأوضح البيان أنه، يجب التفكير في استغلال وسائل الإعلام السمعية البصرية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تعد اليوم، من أهم الوسائل التربوية، لكنها غير مستغلة في بلادنا في هذا المجال، مقارنة بالبلاد العربية، فيما لوحظ طغيان البرامج المستوردة، بدل البرامج الوطنية، وهو ما من شأنه أن يبلبل ذهن الطفل، ويجعله يحيا في الاضطراب والحيرة والقلق بين ما يشاهده في هذه الوسائل الحديثة، وما يلاحظه في أرض الواقع، في مجتمعه وبيئته الخاصة.

وردة زرقين