تُعتبر ولاية ورقلة من الولايات التي تمتاز بأشكال سياحية فريدة ومتنوعة تؤهلها لأن تصبح قطبا سياحيا بامتياز، لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة ومواقع أثرية وتاريخية خالدة، وباعتبارها قطبا اقتصاديا هاما، ما يشجع الاستثمار السياحي في المنطقة، كما إن ورقلة تتوفر على قدرات سياحية تنبئ بمستقبل واعد، كونها توفر سياحة دينية، ثقافية، صحراوية، حموية وسياحة الأعمال والمؤتمرات التي أشير إليها ضمن المخطط التوجيهي لتهيئة السياحة بالولاية، والمصادق عليه بتاريخ 30 ماي 2013، لأن ورقلة من بين الولايات التي تتميّز بالقدرات السياحية الطبيعية المتنوعة، من بحيرات، كثبان رملية، واحات النخيل ومبان تاريخية مثل القصور، وكذا معالم أثرية وثقافية، كالمتحف الصحراوي، الزوايا والأضرحة، إلى جانب التميّز بظاهرة غروب الشمس الرائعة التي تشبه الآس كرام بالأهقار، كما تجلب ورقلة العديد من رجال الأعمال في النشاط الاقتصادي، من خلال الملتقيات التي تنظّمها جامعة قاصدي مرباح، ناهيك عن السياحة الحموية بمنطقة الحدب.
السياحة الدينية: الملتقيات وزيارة الزوايا
توجد مجموعة من الزوايا بولاية ورقلة، مثل الزاوية التيجانية بتيماسين، الزاوية القادرية بالرويسات، وكذا زاوية سيدي محمد بالسايح، بالإضافة إلى أضرحة للأولياء الصالحين، مثل زاوية سيدي بلخير الشطي، حيث عرفت هذه الزوايا نقلة نوعية في السياحة بتنظيم ملتقيات وطنية ودولية خاصة بالزاوية التيجانية وزاوية سيدي بلعلمي بلعاليا على مدار السنة أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وليالي رمضان، بحيث إن هذه الملتقيات تجلب الكثير من السيّاح من مختلف الولايات، وكذا الدول العربية.
السياحة الثقافية: القصور الوجهة المفضلة للسياح
كان في ورقلة 3 سلاطين أو مملكات وهي: مملكة ورقلة، سدراتة ونقوسة، وتضم ولاية ورقلة أزيد من 14 قصرا، أهمّها قصر ورقلة، قصر نقوسة وقصر تيماسين، إلى جانب قصر سدراتة القديم، قصر عجاجة، قصر الشط، ابن باديس، الحجيرة والعالية، ومن بين هذه القصور، المصنفة وطنيا، أما قصر ورقلة وقصر تيماسين فهما مصنّفان في القطاع المحفوظ باليونيسكو، فمنها ما بقي مشيَّدا، ومنها من شاهد الاندثار بحكم عوامل مختلفة، وتُعد هذه القصور الوجهة المفضلة للعديد من السيّاح المنبهرين بجمالها وبهندستها، ولكل قصر تاريخ وحكاية، أما قصر ورقلة الذي يقع في الجهة الشمالية من المدينة، فيتكوّن من 3 أحياء، وهي بني سيسين، بن ابراهيم وبني وقين، وتُنسب إلى 3 عروش، وهي أول من بنى القصر، وله 7 أبواب كانت تُغلق وتُفتح حسب التوقيت، وقد صُنف هذا القصر في القطاع المحفوظ لدى اليونسكو إلى جانب قصر تيماسين، فبعض المنازل صارت هشّة، وبعضها اندثر بحكم مشاكل الميراث، وكذا ترميمها بمواد عصرية، كما توجد بالولاية العديد من المساجد الشاهدة على مراحل مختلفة لحضارات تعاقبت على المنطقة، فهناك المساجد العتيقة، مثل مسجد المالكي والمسجد الكبير في تقرت، ومسجد القبّة الخضراء بتيماسين. يوجد بورقلة كذلك، المتحف الصحراوي، وهو تحفة هندسية جمعت بين العمران الأوروبي والسوداني والمغربي، فجمال المتحف جعل بريد الجزائر يُصدر طابعا بريديا يحمل صورته.
السياحة الصحراوية: الكثبان الرملية والبحيرات ملاذ العائلات
تتمتّع ورقلة بجمال وروعة الصحاري التي تتميّز بالكثبان الرملية مترامية الأطراف والمستغَلة لاستقبال السيّاح، فجلّ مساحات ورقلة تسودها كثبان رملية يراها الزائر من بعيد، تمتد بين مناطق سيدي خويلد، أم الرانب، حاسي ميلود ومنطقة البور التي توجد بها وردة الرمال، ونقوسة، وهي رمال ذهبية تشدّ الزائر، كما تتوفر الولاية على غابات النخيل في كل مكان، أبرزها غابات منطقة الشط، عجاجة، الرويسات، القصر، نقوسة، سيدي خويلد، سيدي بن عبد الله وغيرها، ناهيك عن البحيرات العجيبة والساحرة التي توجد بها أنواع السمك، إضافة إلى أن هذه البحيرات تُعد ملاذا للعديد من الطيور المهاجرة، وتُعد مناطق رطبة في تصنيف معاهدة رام سار، ويبلغ عدد البحيرات بورقلة 6، وهي بحيرة حاسي بن عبد الله، بحيرة الشط، أم الرانب، مقارين، تيماسين وعين الصحراء.
فيما يخص بحيرة حاسي بن عبد الله، استفادت من تهيئة من طرف مديرية البيئة، من أجل وضع سياج للبحيرة، إلى جانب المرافق التي يحتاجها الزائر، وفي إطار لجنة كالبيراف، لقد خُصصت مجموعة من الأراضي لإنجاز مجموعة من القرى ومنتجعات للألعاب، وكذا الخيمة الصحراوية لأحد الخواص، وهي جمعية رحالة ثقافية لبلدية حاسي بن عبد الله لاستقبال الزوار، كما صُنفت بحيرة أم الرانب ضمن اتفاقية رام سار للمناطق الرطبة، بحكم أنها ملاذ للعديد من الطيور المهاجرة من أوروبا، ومن بين الطيور اللقلق، البط وغيرهما، وبما أنها محمية لا يوجد بها استثمار، وتبقى طبيعية وبعيدة عن المنطقة العمرانية لاستقطاب السيّاح والمحافظة على البيئة والطيور المهاجرة، والملاحظ أن هذه البحيرة ليست دائمة المياه، بحيث يسجَّل صعود المياه في فصل الشتاء، وفي فصل الصيف تنشف وتصبح سبخة، حسب بعض الباحثين في ميدان تربية المائيات والصيد البحري، فإن هناك بعض الطفيليات التي تعيش في البحيرة، يبلغ الكيلوغرام منها آلاف الدولارات في الدول الأوروبية.
السياحة الحموية: الحمّامات المعدنية لمعالجة بعض الأمراض
يوجد بولاية ورقلة 22 ينبوعا حمويا و23 حمّاما معدنيا، وهذه الحمّامات من مكونات معدنية خاصة لمرض تساقط الشعر، الإكزيما والالتواء المفصلي وغيرها، لما تمتاز به من حرارة شديدة.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية ورقلة أقرّت مسلكا سياحيا يتضمّن مختلف الوجهات السياحية التي تشتهر بها الولاية، ويتشكّل هذا المسلك من 15 موقعا ووجهة سياحية، ويتعلق الأمر بالمتحف الصحراوي، سوق الحجر والقصر العتيق بورقلة، واحة والمركب السياحي “أجداغ تور” التابع لأحد الخواص والقصر العتيق بنقوسة، المنطقة الرطبة ببلدية حاسي بن عبد الله وأخرى بأم الرانب، الكثبان الرملية وحقول وردة الرمال بفرس بوغوفالة، والكثبان الرملية بسيدي خويلد، زاوية الشيخ سيدي بلخير الشطي بعين البيضاء وزاوية الطريقة القادرية بالرويسات.
ويندرج قرار هذا المسلك السياحي في إطار برنامج وزارة السياحة والصناعات التقليدية الرامي إلى ترقية المنتوج السياحي وتدعيم الوجهة السياحية الوطنية والمحلية من خلال تثمين القدرات السياحية المتاحة.
وردة زرقين